14 مايو 2008

خلاف فلسطيني اسرائيلي يشل عمل الارتباط المدني في طولكرم

طولكرم- ناشد أصحاب المحلات التجارية وتجار برطعة الشرقية وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ والسلطة الوطنية الفلسطينية حل قضيتهم بتوفير التصاريح الإسرائيلية لهم للوصول إلى محلاتهم وأماكن تجارتهم خلف الجدارالفاصل . وقد أدى الخلاف بين الارتباط الإسرائيلي والفلسطيني في طولكرم بسبب الإجراءات المذلة والتي يتبعها الجانب الإسرائيلي في التعامل مع موظفي الارتباط الفلسطيني الذين يتابعون قضايا وتصاريح المواطنين في مقر الارتباط الإسرائيلي قرب معبر الطيبة جنوب غرب طولكرم إلى امتناع الارتباط الفلسطيني عن مراجعة الجانب الإسرائيلي وإرسال موظفيه لاستلام التصاريح والإبقاء على التنسيق المدني عبر الهاتف وجهاز الفاكس فقط وخاصة في الحالات المرضية والإنسانية وتأمين وصول سيارات الإسعاف مع الوقف الفعلي لإرسال الموظفين إلى الجانب الإسرائيلي
وقال التاجر تيسير محمود بابية وهو من سكان نزلة عيسى شمال طولكرم انه يمتلك محلا لبيع الأدوات الكهربائية في سوق برطعة ويحصل باستمرار على تصريح منطقة تماس ليقوم بالمرور اليومي عبر معبر برطعة " ريحان " بما يشكله المرور اليومي والمتكرر عبر أجهزة الكشف والأشعة من مخاطر وآثار صحية سيئة عليه والآخرين مضيفا أن تصريحه قد انتهى وتم تجديده وهو موجود منذ حوالي الشهر لدى الجانب الإسرائيلي إلا أن إصرار الإسرائيليين على حضور موظف الارتباط لاستلام التصاريح ورفضهم تسليم التصاريح بشكل شخصي له ولزملائه التجار في محاولة للضغط على الارتباط الفلسطيني للقبول بالإجراءات الإسرائيلية وأضاف انه وعدد من التجار توجهوا بشكل شخصي لاستلام تصاريحهم إلا الضابط الإسرائيلي رفض استقبالهم وقام بطردهم من المكان وأبدى تشددا وإصرارا على إعادة الكرة للملعب الفلسطيني عن طريق إبلاغهم أن لا سبيل لاستلام التصاريح إلا بحضور موظف الارتباط الفلسطيني .
وأكد بابية انه وكافة التجار يحرصون على كرامة كل فلسطيني خاصة موظفي الارتباط داعين الوزارة والسلطة إلى الضغط على الجانب الإسرائيلي وربط التنسيق مع الإسرائيليين في كافة المناطق بما يجري في طولكرم مؤكدا أن استمرار الوضع ووقف التصاريح يعني انهيار التجارة في المنطقة وفقدان أكثر من 250 أسرة لدخلها ومصدر رزقها قائلا انه اضطر لإغلاق محله التجاري منذ عدة أيام بسبب عدم استلامه لتصريح المرور .
من جهته اتهم مدير الارتباط في طولكرم مجدي علاونة الارتباط الإسرائيلي بافتعال ألازمة بسبب الرفض بفتح بوابة جانبية موجودة فعلا ومغلقة حاليا أو مسرب لوصول موظفي الارتباط إلى مقر الارتباط بعيدا عن المرور عبر إجراءات التفتيش والمرور في مسارب خصصت أصلا للراغبين في تجاوز الحاجز والوصول إلى المناطق الإسرائيلية
وعبر علاونة عن رفضه وكافة الموظفين للإجراءات التي تقوم بها شركة الحراسة التي تتولى الإشراف على معبر الطيبة وتحول دون الوصول إلى مقر الارتباط الإسرائيلي
وأضاف أن الارتباط الفلسطيني ابلغ التجار وأصحاب التصاريح عن عدم ممانعته من مراجعتهم الجانب الإسرائيلي لاستلام تصاريحهم بشكل فردي وشخصي رافضا التعامل الرسمي أو إرسال أي مندوب عن أية جهة لاستلام التصاريح مع استمرار التعنت والإبقاء على الإجراءات التي تمس بكرامة موظفي الارتباط والعاملين فيه
وأضاف علاونة إن الارتباط الفلسطيني اقترح على الجانب الآخر إرسال موظفيه لاستلام التصاريح عند البوابة الخارجية للمعبر أو حتى من أسفل الأسلاك الشائكة في بوابة الجدار الفاصل في بلدة فرعون حرصا على مصلحة المواطنين والتجار حيث تنتفي الحاجة لمرور موظف الارتباط عبر المسارب الأمنية المذلة ورغم ما في ذلك من معاناة للموظف إلا الجانب الإسرائيلي رفض هذا الاقتراح وأصر على وصول الموظف عبر الإجراءات التي تحددها الشركة الأمنية الإسرائيلية إلى مقر الارتباط وهو ما رفضه ويرفضه الجانب الفلسطيني
إلى ذلك أفاد تجار ومواطنون أن الأزمة سوف تنعكس على كل مناحي الحياة في المحافظة ولن تقتصر على تجار برطعة حيث أن هناك موقفا فلسطينيا موحدا تلتزم به كافة المؤسسات الرسمية والشعبية بما فيها البلديات والمجالس القروية في المحافظة بعدم الرضوخ للاملاءات الإسرائيلية وهو ما يعني توقف تسليم التصاريح الزراعية لأصحاب الأراضي خلف الجدار إضافة إلى وقف تصاريح العمال والتجار الراغبين في العبور إلى داخل الخط الأخضر
إلى ذلك فقد تم إبلاغ مكتب الصليب الأحمر في المحافظة بالقضية وناشد التجار الهيئة الدولية بالتدخل لدى الجانب الإسرائيلي لحل ألازمة فيما علم أن محاولة لعقد لقاء بين إدارة الارتباط الفلسطيني والإسرائيلي قد فشلت قبل أيام بسبب محاولة الإسرائيليين إخضاع المدير الفلسطيني لتفتيش امني وجسدي عبر المرور من خلال أجهزة الأشعة وكشف المعادن مما أدى به إلى العودة وإلغاء اللقاء.
ويضم سوق برطعة الشرقية والذي يقع خلف الجدار الإسرائيلي في أقصى شمال الضفة الغربية ما يزيد عن ألف محل تجاري يشغله تجار من مختلف محافظات الضفة الغربية بما فيها نابلس والخليل وجنين وطولكرم حيث يعتبر سوقا تجاريا نشطا يؤمه سكان بلدات وقرى باقة الغربية وجت والمثلث وباقي السكان العرب من مناطق العام 1948 وقد تضاعفت الحركة التجارية في السوق عقب إغلاق الأسواق غربي طولكرم وفي بلدتي باقة الشرقية ونزلة عيسى بعد إقامة الجدار الإسرائيلي وعزل المنطقة.




ليست هناك تعليقات: