27 ديسمبر 2012

هل نحن في زمن ابو قاسم ؟؟

                                                                                   بقلم  عدنان حطاب



 -عندما انظر واجد ان جهلاء الناس يتصدون للقضايا العامة ويتحدثون في السياسة وما يجب ان يكون وما لا يجب ان نفعل او لا نفعل وينظرون وهم لا يرون ابعد من انوفهم ويحالون بل ينجحون غالبا في التعرض لاشعة الكاميرات ومحطات التلفزة هنا -استذكر المثل الشعبي الذي يقول من قلة الرجال قالوا للديك ابو قاسم -هذا هو المثل وهذه قصته ........
يحكى ان امرأة تزوجت رجلا من اصحاب الغنى و الوجاه...ة و عاشت معه سنوات قليلة بعزة و كرامة ، ثم انقلب دولاب الزمان و انسدت ابواب الرزق في وجه زوجها ، و ما لبث ان مات . و انقطع الناس عنها حتى اخوتها ، ففطنت للمثل القائل : "يا كترة صحابي لما كان كرمي دبس ، و يا قلة صحابي لمل كرمي يبس " . و انطوت على نفسها و عضت على جرحها و سكتت .

ثم حدثت في البلاد فتن و قلاقل ، و اختل حبل الأمن ، و كثر عدد طارقي الأبواب ، للاستلاب او الإغتصاب ، فتزايد قلق المرأة على كرامتها ، و على ما تبقى من اسباب معيشتها . فلجأت الى حيلة ترد عنها كيد المصطادين في المياه العكرة ، . كان عند المراة ديك في مزرب داخل البيت يصيح في الليالي و يؤنسها في وحشتها فسمته " ابو قاسم "
فصارت المراة اذا سمعت ليلا وقع اقدام قريبة من منزلها ، اوجست خيفة من ابناء السوء ، و راحت تحدث الديك بو قاسم باسمه بصوت مرتفع حتى يظن قاصد السوء ان في البيت رجلا اسمه ابو قاسم ، و يقول لنفسه لعل ابو قاسم هذا من صناديد الرجال ، و لايؤمن جانبه في النزال .

و حدث ان احدى جارات المرأة جاءت ليلاً تستعير منها احدى الحاجات فسمعت المراة في الداخل وقع اقدام جاتها في الخارج ، و بدأت تنادي ابو قاسم : " يا ابو قاسم طبخت لك مهلبية ، اتريد يا ابو قاسم ان تتعشى الآن ؟ البندقية ف الخزانة ، اذا فتحت الخزانة يا ابو قاسم انتبه للبندقية " ...

فالتقطت الجارة و هي في الخاج اسم ابو قاسم ، و رجعت و اخبرت اختها و الأخت اخبرت امها ، و الأ اخبرت جارتها ، و ما لبث الخبر ان انتشر و بلغ مسامع اخوة المرأة ، فقالوا " هذا عار كل العار ! لنغسله بدم ابو قاسم ! "
و صبروا حتى ارخى الليل سدوله ، و جاؤوا بكامل اسلحتهم ، و قبل ان يطرقوا باب اختهم ، سمعت وقع اقدامهم ، فقالت "لعل هؤلاء من ابناء السوء " . و راحت تنادي ابو قاسم باسمه مرارا و تكرارا ، حتى تيقن اخوتها من وجوده عندها ، و اقتحموا و دخلوا و صرخوا باختهم : " اخرجي لنا ابو قاسم حتى نذبحه " .
قالت المرأة : "مهلا ساعطيكم ابو قاسم حتى تذبحوه ، و لكن انتم اشقائي _و الشقيق لوقت الضيق _ تعلمون ان زوجي مات من 7 سنوات ، و قد ساءت ظروفي و لازالت ، بينما كثر عدد المتلصلصين في الليالي فلم يتحرك وجدانكم و لم تتقلب أفكاركم و لم دب النخوة في رؤوسكم الا عندما بلغتكم اخبار ابو قاسم "
و نهضت المرأو فتحت باب المزراب و اطلقت الديك ابو قاسم في وجود اخوتها و قالت : " هذا ابو قاسم ، ان كنتم رجالا فاذبحوه ! " . فذهل القوم و عندما هدأ روعهم سألوها " لماذا سميتِ الديك ابو قاسم ؟ "

قالت : " من قلة الرجــــــــــــال ................"

و من ذلك الزمان صرنا نقول : " من قلة الرجال سموا الديك بو قاسم "