1 يناير 2012

جريمة بأسم الإسلام في نيجيريا


*الصحفي عدنان حطاب

قررت جماعة من المجرمين المحسوبين على الإسلام ارتكاب جريمة باستهداف عدد من الكنائس عشية الاحتفال بأعياد الميلاد في بلد إفريقي يضم أكثر من 250 قومية ولغة ويتكون أكثر من نصف سكانه من المسلمين

لم تجد هذه الجماعة المجرمة مكانا لحقدها سوى مع شركائهم في الوطن من المسيحيين المحتفلين بأعيادهم الدينية

 وقد أعلن الرئيس النيجيري عن نيته العمل على اجتثاث هذه الفئة لكن ما أمله أن لا يتباكى المضللين  من أصحاب اللحى  على منابرهم على هؤلاء ولا أن يعتبرونهم مجاهدين ضد الصليبيين في نيجيريا

صحيح أن صراعا وقتالا قد جرى سابقا في نيجيريا على الهوية الدينية ... إلا أن نوعا من الاستقرار والهدوء قد استمر في هذا البلد  وان ما جرى بالأمس القريب إنما هو تفجير جديد لفتنة نائمة  لعن الله من يوقظها ..

لا توجد شريعة او عقيدة تحترم نفسها تسمح بالاعتداء على آخرين مخالفين في الدين وشركاء في الوطن بلا سبب مقنع

 إنني أسف لتفوهات  البعض من المشايخ السذج ممن يفتي انه حتى  تقديم التهاني بالأعياد المسيحية حرام !! هؤلاء هم المتطرفون حقا إننا أبناء وطن واحد – الدين لله والأوطان للجميع نتشارك فيها مع إخوة لنا وان اختلفنا في خيارتنا الدينية ومعتقداتنا

للأسف هناك من ينفث سمومه الدينية والطائفية  وينسى أن الإنسان بأخلاقه وسلوكه ومعاملته وتعامله مع وطنه وشعبه وقضاياه وأن الدين هو ما يسأل به الفرد عند الله ولا يمكن أن يكون سببا للخلاف او الاختلاف في الحياة الدنيا .

احترامنا للديانات المخالفة لديننا يعكس مدى إنسانيتنا وتقدمنا الحضاري بل ويعكس مدى تأثير ديننا فينا – فما ارجوه منكم يا بعض المسلمين أن لا تشوهوا الإسلام  أكثر..... يكفيه ما يفعله المجرمون من قتل وينسبونه لقاعدة هنا او تنظيم هناك  ...يكفي من يقوم باستهداف المذاهب المخالفة في نفس الدين من قتل وتفجير في الاحتفالات الشيعية في العراق او باكستان

يكفي من يسيء للإسلام في الغرب ويكفي من يعمل ليل نهار على تشويه الإسلام وأتباعه في الصحف ووسائل الإعلام في أوروبا لغاية في نفس  يعقوب  

 لا يجب رمي الآخرين بالحجارة خاصة إذا كانت بيوتنا من زجاج .