2 مارس 2009

شعراء مغمورون من فلسطين... بقلم : الصحفي عدنان حطاب.






شعراء مغمورون من فلسطين -بقلم الصحفي عدنان حطاب
تعرفت إلى الشاعر العرجاوي- فايز مصطفى حسين أبو عرجا من قرية شويكة شمال طولكرم عندما احضر لي قصائده وعلمت منه انه لم يجد جهة فلسطينية تقبل بشعره أو تتعهد نشره وعلى الرغم من أنني صحفي ولست شاعرا أو أديبا إلا أنني أهوى الشعر والأدب وأخشى على ضياع أعمال بعض الشعراء المغمورين أمثال العرجاوي في شويكة.
لقد ضاع شعر أحد أقاربي وهو الشيخ عبد الكريم الشيخ مصلح الحطاب من قرية سفارين والذي سمعت منه شعرا رائعا لا زلت أتذكره وأنا طفل عندما كان يزورنا في قريتنا كفرصور وكان – رحمه الله- يخرج من محفظته أوراق لبعض قصائده ثم يتلوها على مسامع والدي المرحوم الشيخ محمد احمد الحطاب بعد أن يكون قد قدم قصة لمناسبة القصيدة ولا زلت اذكر الضحكات التي كان يطلقها والدي متبوعة " بلا حول ولا قوة إلا بالله" و"استغفر الله العظيم " عندما كان ضيفه وقريبه الشاعر يلقي بقصائده التي لم تخل من هجاء البعض نتيجة حادثة ما .
أما في مدينة اربد وأثناء إقامتي فيها في الفترة من العام 1990 وحتى العام 1996 م فلا تزال ذكريات تمر بالبال أثناء مرافقتي لأبن الشيخ عبد الكريم وهو الأستاذ راشد الحطاب "أبو وحيد" في زيارتنا لصديقه الشاعر القدومي في مزرعته في إحدى قرى اربد وعلى طريق عجلون هناك ألقى الشاعر القدومي -وهو الذي يملك محلا لبيع الأدوات الصحية في شارع حكما بمدينة اربد - ألقى قصائده الوطنية المؤثرة والتي يحن فيها إلى فلسطين وإذا بدموع المرحوم أبا وحيد تسيل على وجنتيه تأثرا ... لقد كان القدومي شاعرا رائعا ووطنيا صادقا ولما طلبت إليه أن يقوم بنشر ديوانه أجاب إنشاء الله أفعل في المستقبل ... والآن لا اعرف تماما إن كان الرجل على قيد الحياة أم لا أو كان قد قام بنشر ديوانه الشعري ؟؟ أما صديقه أبا وحيد فقد غادر الدنيا حزينا متأثرا بمرض السرطان ... توفي في اربد بعد أن فقد نجله الأكبر الدكتور وحيد حطاب اثر حادث سير .. وعودة إلى والده الشيخ عبد الكريم "أبو عادل" العالم الأزهري فقد علمت انه ضاع معظم شعره حيث غادر الشيخ قريته سفارين لزيارة ابنته في الزرقاء ليلقي منيته هناك وكانت أوراقه قد تركت في "عقدة" بيت قديم انهار أثناء فصل الشتاء بسبب الأمطار وغمر الركام والمياه الأوراق والكتب وأتلفتها ولسوء الحظ لم يكن هناك من يهتم لتراث الرجل ولم يتحصل احد من أقاربه على شيء منها في سفارين لقد ضاع الشعر تحت الركام !!!
إنني ومن خشيتي أن يلقى شعر العرجاوي نفس المصير فأنني أقوم الآن بنشر هذه القصائد دون التدقيق فيما قد تحتويه من أخطاء أو اقتناع بكل أفكار وحكايات هذا الرجل العجوز الذي يؤمن بنظرية المؤامرة التي لا زمته في ماضيه وحاضره وانعكست في شعره وقصائده
إن شعر العرجاوي يعكس شخصية فلسطيني متدين جاوز الثمانين من العمر عاش المنفى وعاد لوطنه ليعيش فيه عيشة قلقه بسبب البعد عن ابنه الوحيد وبناته وال أبو عرجا والذين جلهم في المهجر حيث يقول "لا يوجد منهم هنا إلا أنا وابنتي المتزوجة "
إن أهمية جمع شعر العرجاوي وأمثاله من المغمورين يكمن في كون شعرهم إنما هو انعكاس لحياتهم والتي هي بالتالي في تقديري موضوع يجب أن يؤرخ ويحفظ ويوثق كجزء من مكونات الوجود الفلسطيني التاريخي والفكري الحديث ومن هنا فأن الأمل كبير أن يكون هناك دور لوزارة الثقافة والمؤسسات الوطنية والأفراد والباحثين ومراكز الدراسات على التحول إلى جيش حقيقي في ميدان البحث والتنقيب عن أمثال العرجاوي من الأدباء والشعراء وتشجيعهم على العطاء والعمل على حفظ تاريخهم وإنتاجهم .
لقد أقام الشاعر الكويتي عبد العزيز سعود البابطين مؤسسة شامخة للشعر والأدب وثقت أعمال الشعراء وأسمائهم ونبذة عن حياتهم في معجم البابطين الشعري على مستوى العالم العربي فهل لنا أن نقيم نحن في فلسطين مؤسسة متواضعة مماثلة تقصر اهتمامها على أبناء فلسطين من المغمورين في الوطن والمهجر والعمل على نشر منتجاتهم الشعرية والأدبية ؟؟؟ ما أحوجنا إلى مؤسسة محلية تقتفي آثار الشعراء والأدباء والشخصيات التي قدمت لشعبها ووطنها وخاصة تلك التي لم يتح لها أو لإنتاجها المجال للشهرة والانتشار مع أنها تستحق ذلك. هذا ما آملة وأتمناه وعسى أن يتحقق بأذن الله
والآن إلى شعر الشاعر العرجاوي.
هذه قصيدة في مدح الرسول قدمها لدائرة الأوقاف في طولكرم بتاريخ الثامن من تموز عام 2006م .

يا من عبدت الله في حيرائي وأقمت هدي شريعة غرائي
حولت فكر الجاهلية للهدى بعد العناء وبعد كل شقائي
وسريت للأقصى بقدرة قادر وعلى البراق عرجت للعليائي
وعلى بساط العرش دست بعزة في ليلة المعراج والاسرائي
هي ليلة لكنها قد أصبحت من فضل سعيك شعلة ومضائي
جبريل أرسل كي يكون معلما للأحمد المحمود فوق سمائي
أعطاك دين الله في عليائه حي الأمين وسيد الامنائي
أرسلت للخلق العظيم جميعه ولكل من يمسي على البطحائي
فالجن قد سمعوا الهدى فتيقنوا قول الهدى وحيا من العليائي
قد امنوا حين السماع لقوله عادوا بما سمعوه كالعلمائي
وقريش تأبى أن يكون محمدا ذاك اليتيم زعيم للزعمائي
يا مصطفى للخلق جئت مبشرا قد اصطفاك الله بالعليائي
يا ابن عبد الله يا نور الهدى يا شمس نور الله بالاجوائي
أعلمتنا علم اليقين بأننا أهل الجهاد نصر كل بلائي
فالقدس نحن القاطنين ظلالها اكنافها مشلولة عرجائي
زعمائنا سجدوا أمام دولارهم وشعوبنا محكومة بدهائي
هم قادرون ينددون ويشجبوا فكأنهم قد هددوا العظمائي
لا يسمع الغرب القوي لشجبهم فيشبه الشجب الكثير عوائي
ذكرى عروجك بالسماء كأنه يوما من الأيام للسفهائي
صارت عروبتنا كأعراب لهم دين الدولار وقبلة الحسنائي
في موطن الإسراء حل محلنا عالم لأولي القبلتين عدائي
قد أوجدوه الغرب كي يتمكنوا من شل قدرتنا وهدم بنائي
ولكي نكون فريسة مجرومة يسهل تمزقها بغير عنائي
ولقد اعدوا التابعين لسعيهم من بيننا بطريقة الاغرائي
يا شعبنا عدوا تفردوا إن الدماء فريضة لدائي
أهل الشهامة والمروءة والكرم أين السخاء أمات عهد الطائي؟
بالروح لن نبخل لان مصيرنا للموت حيوا موكب الشهدائي
ستون عاما قد مضت أيامها تحت الخيام وبردها الغوغائي
أيجوز أن يبقى الحميم شرابنا ويقال للزقوم أنت غذائي
من صبرنا المر استعان بحنظل لما تأكد انه كالمائي
فرح العدو لمهلة بمصيرنا والشامتون تحركوا بدهائي
يا طامعين بأرضنا لن تثبتوا فمصيركم معلوم للعلمائي
مهلا على درب المنون تربعوا قد بان من بين الصفوف فدائي
أشعث زؤورا كاشفا عن نابه والمخمسين مميتة تلقائي
كالباز إن مسك الفريسة شلها غطست مخالبه إلى الاحشائي
وتوافدوا صوب الفداء صغارنا ورجالنا جعلوا الطريق ضيائي
وبناتنا في طبعهن صلابة لا ينحنين لذل أو إغوائي
ونسائنا اعددن جيلا قادرا ودفعنه للهول كالخنسائي
فترى العظيم مقلدا بسلاحه ويصيح يا أماه جئت فدائي
يا شعبنا عدوا وجدوا كبروا ثوروا فان الذل للضعفائي
سنعيد عهد الفاتحين وعدلهم ونعد للمريخ غزو فضائي
يا رب ابعث من يقود عروبتي لنصر يهزم شلة العملائي
يا رب إن الظالمين تنمردوا أنت العليم رحيم بالضعفائي
يا رب إني استجير بقدرتك نصرا مبينا لا ترد دعائي
اهزم بني صهيون مع أتباعهم اهزم جيوش الغرب والعملائي
ارحم عبيدا نكلوا وتقتلوا من غير ذنب لا ترد رجائي
اختم لشعري بالصلاة على النبي ربي هداه رسالة سمحائي

أما قصيدته والتي أعطاها الرقم 30 وهي التي قال انه سيقدمها للمدعي العام من اجل استئناف قضية له .. وينتقد فيها القاضي الذي يكتفي بإجابة نعم أو لا فقط للشاهد ويقول فيها

يا قاضي العدل أهل العدل قد رحلوا ناموا ليوم يلاقوا فيه ما فعلوا
يا قاضي العدل أين العدل عندكموا ميزانكم ملتوي قد صار منحول
أني شكيت لقاضي العدل ينصفني الجم شهودي عن التوضيح ما سألوا
قال الجواب على قدر السؤال اجب هل شفتهم؟ فكفكفوا في أرضه عملوا
أوقف كلام شهودي ليتهم نطقوا رغم اللجام ورغم الظلم والجدل
هل جار ارضي كحارس فوقها أبدا كيف اكتفيت بلا يا قاضي العدل
كانوا بأرضي شهودي فكفكفوا علنا حتى استجاروا بمن يردع لقد فعلوا
مالوا لأرضي تجاور ارض من شهدوا شكواي للعدل لم يحكم بما جعلوا

إني أرى العدل مفقودا بديرتنا والظلم ي زار مرتاحا بلا ملل
يا قاضي العدل من افسد لي شجري هل من غزاة غزوا ارضي بها نزلوا
لما علمت بفعل الخصم رحت لهم هددت بالموت من .... لقد فعلوا
قد قلتها عند قاضيهم بجلسته لم يكتب القول عند الكاتب العدل
الله يعلم أن الأرض قد فسدت وقف نزول المطر لم يأتها بلل
إني أرى غاية الإنسان تدفعه للمال اكسب حراما كيفما تصل
هابيل قاتل أخا من اجل غايته تبق الجريمة لا رادع لها دول
تلك المصائب قد حلت بنا مددا في كل ركن بني الإنسان قد دخلوا
إبليس يجري بمجرى الدم مذهبه كي يهدم الحق بين الخلق ما وصلوا
حاول لكي تعتلي فوق الجميع تكن حصنا حصينا من الأعداء إن فعلوا
فالمال يسجد له الإنسان في شغف فعل الشياطين مجرى الدم قد نزلوا
جمّع فلوسك مهما كان مصدرها بين القمامة أو من دم من قتلوا
انهب وحرّّّف وجرّف ما قدرت له المال يرفع من في القبر قد دحلوا
تلك النصائح من إبليس يدخلها عقل الذين بلا إيمان هم جهلوا
يا رب ارحمنا من كيد أنفسنا اجعل هدايتنا بالحق تكتمل
ارفع الرايات من للحق ينصره اهدم بيوتا على الظلام إن دخلوا
انصر عبيدك للإسلام مذهبهم عند اللقاء وحين النار تشتعل


الشاعر عبد العزيز سعود البابطين يتقلد وساما ايطاليا رفيع المستوى


المتوسط للاعلام - قلد السفير الايطالي لدى دولة الكويت انريكو غرانار رئيس مجلس أمناء مؤسسة جائزة عبد العزيز البابطين للإبداع الشعري ورئيس مجلس إدارة مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي الشاعر عبد العزيز سعود البابطين وساما رفيعا برتبة فارس تقديرا لجهوده الثقافية.
وقال السفير غرانار أثناء مراسم تقليد الوسام للبابطين إن ايطاليا وجدت أن البابطين قد قدم خدمات كبيرة للثقافة من خلال مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي، إضافة إلى انه اهتم فيها أيضا بالفنان الايطالي ليوناردو دافنتشي مما جعل الحكومة الايطالية تنظر باعتزاز إلى هذا العمل الثقافي، والذي وجدته يستحق هذا الوسام الرفيع الذي سوف يخلد اسم حامله في القصر الجمهوري الايطالي. وأوضح السفير غرانار انه يطمح لتوطيد هذه العلاقات الثقافية منوها إلى أن الايطاليين يهتمون كثيرا بالشعر.
من جانبه أعرب الشاعر عبد العزيز سعود البابطين عن شكره لهذه الالتفاتة مشيرا إلى أن هذا الوسام هو اعتراف بدور الكويت الثقافي في العالم. وقال: "إن هذا التكريم والتقدير يعد جسرا لتوطيد العلاقات بين الحضارات التي ننادي بها من خلال مركز حوار الحضارات في مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري . وأكد أن المؤسسة سوف تقوم بدراسة إمكانية إنشاء كراسي للغة العربية في الجامعات الايطالية على غرار ما فعلت في عدد من دول العالم.
وعبر الشاعر البابطين عن اعتزازه بهذا التكريم الذي اعتبره مكسبا للكويت وتعميقا لدورها العربي والدولي في مسيرة الثقافة مضيفا أن هذا التقدير " يعمق الألفة والتعاون الثقافي بين البلدين " ومعربا عن الشكر للرئيس الإيطالي ووزير خارجيته لاهتمامهما بالثقافة .
وأشار البابطين إلى اعتزام المؤسسة تكريم الشاعر بن حمديس في صقلية وتسليط الضوء عليه وذلك في دورة " مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للابداع الشعري " للعام 2012.
هذا وحضر مراسم تقليد الوسام الذي جرى في ديوان البابطين أعضاء من السلك الدبلوماسي الايطالي وعدد كبير من الإعلاميين