8 أغسطس 2008

رئيس تحرير "الحياة " حافظ البرغوثي يزور طولكرم



طولكرم- وصف الصحفي حافظ ألبرغوثي رئيس تحرير صحيفة الحياة اليومية الفلسطينية دور الإعلام الفلسطيني في توجيه الرأي العام بأنه ثانوي معتبرا أننا أصبحنا مجتمعا شفاهيا وسمعيا بعد أن تراجع دور الكلمة المطبوعة بفعل التلفزيون رغم ما للكلمة المطبوعة من مصداقية وديمومة
وقال البرغوثي إن الأعلام تحت الاحتلال قد فشل لأنه ببساطة لا شيء ينتعش تحت الاحتلال
وكان البرغوثي يتحدث أمس خلال ندوة حول الإعلام والمرحلة الراهنة –واقع وآفاق نظمتها وزارة الأعلام ومكتب صحيفة الحياة في قاعة جمعية لجان العمل الاجتماعي بالمدينة وشارك فيها كل من نائب محافظ طولكرم جمال سعيد والمستشار الإعلامي للمحافظة سمير نايفة ومدير مكتب وزارة الأعلام بالمحافظة معتصم عموص ورئيس لجان العمل الاجتماعي شريف شحرور وجمع من العاملين في الصحافة ووسائل الإعلام المحلية
وقال البرغوثي إن المجتمع الفلسطيني لا زال ينظر للأعلام كونه وسيلة تتحدث عن غيره لا عنه وان هذا المجتمع لا يزال مغلفا بدرع واق ضد الإعلام معتبرا أن هذا المجتمع يريد أن تكتب له وليس عنه
وأضاف أن الفشل الثاني للأعلام الفلسطيني قد ظهر في عدم قدرته الدفاع عن المشروع الوطني الفلسطيني والذي كأنما مات مع موت مؤسسه ولو كان حقا لدينا مشروع وطني لما حدث الانقسام الذي أدى إلى سفك الدماء معتبرا انه لا يوجد هدف موحد يجمع الجميع الآن .
وأشار البرغوثي أن استمرار الانقسام يعني إعطاء الاحتلال السلاح الذي يكرس به الوضع القائم قائلا إن إسرائيل ترفض إعطاء أبو مازن الدولة بحجة الانقسام وأن حماس من الممكن أن تسيطر على الضفة إذا انسحب الاحتلال منها بحسب ادعاءات الاحتلال.
واعتبر البرغوثي أن هناك ضغوطا على الصحافة في غزة والضفة ومهما يكن من أمر فلا مناص من أن تبقى هذه الصحافة ضميرا لهذا الشعب تدافع عن مصالحه وهمومه
وعبر عن سخطه لما آل إليه الوضع الفلسطيني قائلا إن العالم يتعامل معنا بصفتنا حالة إنسانية وليست حركة تحررية عالمية وان هذا العالم يقدم لنا المساعدة على تحمل البقاء تحت الاحتلال حيث لا يتم البحث جديا الآن عن وسيلة لإنهاء الاحتلال معتبرا أن هذا الوضع هو منطق صنعناه بأيدينا
واتهم البرغوثي السياسيين بأنهم قد أوصلوا الشعب الفلسطيني إلى هذا التوصيف وليس هناك من يجرؤ أن يقول ذلك لهم وللأحزاب الفلسطينية معتبرا أن التنديد لا يكفي وأن المطلوب عمل في الشارع ودعوة للتحرك ضد الاحتلال
وأبدى البرغوثي عدم تفهمه لمعادلة يتم فيها عمل تهدئة مع الاحتلال ولا يتم ذلك مع ألذات ومع أنفسنا وأبناء شعبنا وكيف يتم التفاوض ولقاء المحتل ولا نلتقي بعضنا بعضا ؟؟؟
وهاجم البرغوثي الأعلام الحزبي واعتبره عار ومدمر للصحافة الفلسطينية الحرة واصفا إياه بأنه إعلام غير مهني ويعتمد على شخوص غير مؤهلين إضافة لاعتماده على الكذب والافتراء مبديا استغرابه من دعوة صحافي إلى قتل زميله الصحافي وأشار إلى بيانات الأحزاب الروتينية التي تصل للصحافة يوميا بأنها تحتاج إلى جريدة أخرى لنشرها من كثرتها قائلا إن هناك من يتصل هاتفيا معاتبا لعدم نشر بياناته المتكررة والتي تصدر بمناسبة وبدون مناسبة
وأشار البرغوثي إلى أن هناك خوفا لدى بعض الصحافيين من تغطية بعض الأحداث وان هناك حالات خطر حقيقي على الصحفيين كما أن هناك جبنا أحيانا في التعاطي مع القضايا السياسية بجرأة موضحا أن طرق قضايا المجتمع بمهنية سوف تؤدي لثورة في المجتمع الذي تعود أن لا يتم الكتابة عن أخطائه ومساوئه حيث تبرز الكثير من المشاكل عند نشر أخبار مجتمعية تحت ادعاءات بالمس بالمجتمع المحافظ وعدم ضرورة نشر الغسيل القذر .
وقال البرغوثي انه لا يرى آفاقا جيدة لأنني كما أسلفت لكم لا شيء ينتعش مع الاحتلال موضحا أن هناك خللا دائما طالما استمر الاحتلال حيث لا ديمقراطية ولا قانون عندما يتم تقييد حرية وحركة الشرطي ورجل الأمن الفلسطيني متسائلا كيف سينظر المجتمع لهذا الشرطي الذي يتعرض لإهانة الاحتلال ومعيقاته المستمرة لمنعه من أداء مهامه ؟؟
وأردف البرغوثي قائلا أنه في المجتمع الفلسطيني هناك وبتقديري انه ما لا يقل عن 80% تهرب ضريبي في حين أن هذه النسبة لا تتجاوز ال5% في الدول المتقدمة وهو ما يدلل على الخلل في الممارسات العامة وأشار إلى نية عدد من المستثمرين توظيف أموالهم في مجال الأعلام لكن وبعد التطورات والأحداث التي شهدتها الساحة الفلسطينية توقف الحديث عن مثل هذا الاستثمار وكأن الإعلام وسيلة لتحقيق الأرباح وليس رسالة قائلا إن طبيعة رأس المال الجبن والهرب عندما لا يتوفر الأمان
وتطرق البرغوثي إلى وضع الصحافيين عامة قائلا انه لا يوجد ضمان اجتماعي للصحافي ولا يجد من يدافع عنه عندما يتعرض للأذى من قبل الآخرين وان كثيرا من الصحافيين الفلسطينيين لا يستطيع اقتناء سيارة تساعده في التحرك ومتابعة الأحداث وشدد البرغوثي على الكفاءة والمهنية التي يتمتع بها الصحافي الفلسطيني الذي اثبت النجاح تلو النجاح في عمله بوسائل الأعلام العربية والدولية لكن نقص وقلة الإمكانيات وعدم قدرة وسائل الأعلام المحلية على توفير الدخل المناسب للعاملين في المهنة يؤدي لتسرب الكفاءات وهجرتها للخارج وهذه حقيقة لا احد يستطيع إنكارها أو العمل على وقفها .
وأضاف أن للأعلام في فلسطين معاناة مزدوجة سياسية واقتصاديه .
وكان نائب المحافظ جمال سعيد قد تحدث مرحبا بالصحفي البرغوثي والحضور وأكد على أهمية دور الإعلام في فضح ممارسات الاحتلال والاستيطان والعمل على تحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء حالة التشرذم والانقسام التي يعيشها شعبنا الفلسطيني من أجل الهدف الأسمى لشعبنا وهو إنهاء الاحتلال وإقامة دولته المستقلة على أرضه ووطنه.
كما ألقى مدير مكتب وزارة الأعلام معتصم عموص كلمة مماثلة استعرض فيها الدور الريادي للصحفي الفلسطيني وأهمية الأعلام في معركة التحرر والاستقلال .
وفي ختام الندوة جرى نقاش ومداخلات وتمت الإجابة على أسئلة واستفسارات الحضور.