16 يونيو 2014

اصدار جديد سيرة ذاتية للشاعر طارق عبد الكريم

اصدار جديد
سيرة ذاتية للشاعر طارق عبد الكريم

طولكرم- من عدنان حطاب-  صدر حديثا كتاب بعنوان "  تلك السنين "  للشاعر و الاديب طارق عبد الكريك محمود ابن بلدة عنبتا وعضو اتحاد الكتاب الفلسطينيين والكتاب عبارة عن سيرة ذاتية ويضم 520 صفحة من القطع المتوسط  وهو من اصدارات مطبعة حجاوي بنابلس وقد تعرض المؤلف لطفولته ونشأته ومسيرته التعليمية والوظيفية كما ربط سيرته بالأحداث السياسية  المحلية والدولية التي عايشها وتفاعل معها .
ويرى كاتب السيرة انها لا  تتحدث عنه شخصيا بقدر الحديث عن السيرة الجمعية التي هي ملك للجميع وتعتبر بحق تاريخا لجزء من بلادنا وحياتنا حيث يركز الشاعر محمود على بلدته عنبتا وتاريخها وتطورها وعادات اهلها والحياة الاجتماعية والشعبية التي عاشها ابناؤها .
ولقد تعامل المؤلف بحسه المرهف مع تفاصيل سيرته الذاتية التي شكلت اضاءات على بلدته عنبتا والوطن كما نجح في التركيز على رسم صورة لحالة الانكسار الماثل في عيون الكبار والصغار  منذ العام 1967 وما تلاها من احداث .

يذكر ان الشاعر طارق عبد الكريم سبق وان اصدر ثلاثة اصادرات هي "عبد الرحيم محمود بين الوفاء والذكرى"و"كنت في الحج " وديوان شعر بعنوان "عندما تحلق الكلمات ".

3 مايو 2013

افتتاح مشروع مياه قرية كور


طولكرم-  المتوسط للاعلام - نظمت بلدية الكفريات بالتعاون مع وزارة الحكم المحلي وسلطة المياه الفلسطينية احتفالا بمناسبة انجاز مشروع مياه كور والذي ضم بناء أول خزان للمياه وشبكة توزيع محلية بالإضافة إلى خط ناقل للمياه  ومحطة ضخ .

وتبلغ تكلفة المشروع 532 ألف دولار أمريكي  قدمته الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية   ومؤسسة أنيرا الدولية  .

وقد شارك في الحفل كل من القائم بأعمال محافظ طولكرم جمال سعيد ورئيس بلدية طولكرم إياد الجلاد و رئيس بلدية الكفريات عماد الزبدة  والينا رومانوفسكي  مساعدة مدير مكتب الوكالة الأمريكية في الشرق الأوسط  و المدير العام للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) مايكل هارفي  ومدير دائرة التخطيط بسلطة المياه الدكتور هاني قاسم . وجمع غفير من وجهاء الكفريات وأهالي القرية

وقد ابتدأ  الاحتفال بتلاوة عطرة من القران الكريم تلته الطالبة سلمى حمزة ثم تلاوة الفاتحة فالسلام الوطني  بعدها ألقى رئيس بلدية الكفريات عماد الزبدة كلمة  تحدث فيها عن إستراتيجية البلدية في تعظيم الاستفادة من المشاريع الممولة لتلبية الاحتياجات الأساسية لأهالي المنطقة  وأشار إلى أهمية مشروع مياه كور وأثره الايجابي في توفير مياه نظيفة ونقية على مدار الساعة لأهالي القرية الذين يبلغ عددهم قرابة خمسمائة نسمة مقدما الشر للوكالة الأمريكية للتنمية ومؤسسة أنيرا والشعب الأمريكي على مشاركتهم في تمويل هذا الانجاز كما قدم الشكر لشركاء المشروع منن أعضاء الحكم المحلي ووزارة المياه والمجتمع المحلي ممثلا بأهالي القرية

كما تحدث القائم بأعمال المحافظ جمال سعيد مقدما الشر للشعب الأمريكي ومثمنا جهود الوكالة الأمريكية للتنمية في تمويل المشاريع الداعمة للشعب الفلسطيني داعيا الولايات المتحدة إلى الوقوف إلى جانب شعبنا حتى يتمكن من التخلص من الاحتلال وإكمال الاستقلال

من جهته تحدث الدكتور هاني القاسم نيابة عن رئيس سلطة المياه الدكتور شداد العتيلي مشيرا إلى انجاز 53 مشروعا مماثلا في الضفة وغزة منذ العام 2008م وبكلفة إجمالية 20 مليون ونصف المليون دولار

أما ألينا رومانوفسكي فقدت عبرت عن سعادتها بوجودها بقرية كور وافتتاح هذا المشروع الحيوي معتبرة أن الشعب الأمريكي يساهم بأكثر من المال عندما يقدم التزامه بشراكة حقيقية بتقديم الجهود جنبا إلى جنب مع مؤسسات السلطة لتقديم الخدمات للمواطنين مؤكدة التزام الولايات المتحدة  بحل الدولتين ولمصلحة الطرفين الشعب الفلسطيني والإسرائيلي .

واختتمت رومانوفسكي كلمتها بالقول  إن استمرار العمل مع السلطة والشعب الفلسطيني في انجاز مثل هذا المشروع الذي هو مصدر فخر لنا كأمريكان وهو هام لنا وللشعب الفلسطيني  وقدمت الشكر للعاملين في الوكالة الأمريكية للتنمية على توفيرهم المياه النظيفة لأهالي القرية في كل دقيقة وكل يوم ووقت ما يحتاجونه مما يوفر عنهم عناء نقل المياه وشرائها بأسعار مرتفعة .

إلى ذلك قامت لجنة من القائم بأعمال المحافظ جمال سعيد ورئيس بلدية طولكرم إياد الجلاد ومدير عام وزارة الحكم المحلي خالد اشتية ورئيس بلدية الكفريات الأسبق فاروق غنايم بتكريم كل من ألينا رومانوفسكي مساعدة مدير مكتب الوكالة الأمريكية في الشرق الأوسط  و المدير العام للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية   مايكل هارفي والدكتور هاني القاسم ممثل سلطة المياه والمقول المنفذ المهندس مجدي الصالح مدير شركة تيماء للمقاولات .

وقد اشتمل الحفل على فقرات من الدبكة الشعبية قدمته فرقة عيون فلسطين للفنون .

يذكر أن قرية كور يعود تاريخها لأكثر من 700 عام وان سكانها  يصل  عددهم إلى  500 مواطن جميعهم ينتمون إلى عائلة واحدة هي عائلة الجيوسي ويعمل المشروع الجديد على تخزين 300 متر مكعب من الماء في خزانين إضافة إلى شبكة توزيع طولها 7كم ومحطة ضخ  تخدم 90 منزلا بالقرية و يسهم المشروع بتخفيض سعر متر المياه للمواطن من 18 شاقلا إلى 4 شواقل .

5 فبراير 2013

عمره 76 عاما ولا يزال يمارس مهنة يعجز عنها الشباب


طولكرم- المتوسط للأعلام - عبد الله سليم الدروبي  أمضى أكثر من 57 عاما في حفر آبار جمع مياه الشرب وقصارتها  وهو اليوم متفرغ لمهنة قصارة الآبار فقط .

يقول الدروبي والذي يعرف بكنيته –أبو وحيد- انه حفر في حياته ما بين 250 إلى 300 بئر جمع مياه  معظمها في قرى محافظة طولكرم  وخاصة  في منطقة الكفريات  وقد حفر آبار في جيوس ويعبد قضاء جنين وكفر قدوم وحواره وفي كفر قليل  جنوب شرق نابلس قام بحفر أعمق بئر في حياته وصلت إلى 12 مترا .

وقد كشفت سلطة المياه الفلسطينية صيف 2007  أن معدل التزود بالمياه للفرد في الضفة الغربية يقل بكثير عن نصف المعدل الأدنى المقترح من منظمة الصحة العالمي

واستنادا إلى سلطة المياه الفلسطينية  فان ثمة أكثر من 200 تجمع سكاني في الضفة الغربية بدون شبكات مياه وما زالت تعتمد على آبار الجمع ووسائل تقليدية أخرى للحصول على الماء .

 

 يستذكر أبو وحيد  طرق الحفر قبل احتلال الضفة عام 1967 قائلا انه كان يستخدم كحل البارود في تفجير الصخور أثناء الحفر قائلا انه كان يحصل على هذا الكحل من مصنع خاص في عنبتا أغلقته سلطات الاحتلال بعد النكسة

ويشير أبو وحيد انه بعد العام 1967 والتوقف عن استخدام المتفجرات في تحطيم الصخور أصبح الاعتماد كليا على العدد اليدوية  لفترة والآن يتم الاعتماد على ا آلات الحفر مثل الكمبريسة موضحا أن عمله اليوم يقتصر على قصارة الآبار معتبرا نفسه انه أصبح خبيرا في هذه المهنة وان عمله يستمر طوال العام مع التوقف في المطر الشديد .

ويستخدم أبو وحيد حماره في الوصول إلى محل العمل خاصة وان معظم الآبار تكون في أراض زراعية ومناطق جبلية وعرة قد لا تصل إليها المركبات مما يجبره على استخدام حماره في الوصول إلى هذه المناطق

يفتخر أبو وحيد في إجادته لقصارة الآبار قائلا الحمد لله إنني قمت بقصارة أكثر من 20 بئرا السنة الماضية ولم يعد أي من أصحابها ليراجعني بان البئر يسرب مياه أو أن المياه فيه نقصت ويعتبر أبو وحيد أن مهنة حفر الآبار يمكن لأي أن يمارسها أما قصارة الآبار فهي علم وتحتاج خبرة وطولة بال –ولا تعتمد على العضلات بقدر اعتمادها على الصبر .

ومن ضمن أعمال قصارة البئر يقوم الدروبي ببناء (قصعة البئر) وهي عبارة عن بناء كتلة إسمنتية مربعة بطول 100-110سم يثبت في وسطها باب حديد كما يقوم بتسوية وصب سطح للبئر بالاسمنت لضمان جمع مياه الأمطار  فيه

 ويقول أن الحجر يحتاج إلى سياسة وملاينة لا الشدة والعنف ويستخدم  الدروبي عاملا واحدا يعمل معه في القصارة معتبرا أن العامل يحتاج لوقت طويل حتى يتقن المهنة وان هناك عمالا اشتغلوا لفترة قصيرة وقاموا بقصارة آبار أدت في النهاية إلى خسائر في المال والجهد عندما يتبين أن البئر يفقد المياه المتجمعة وبسرعة كبيرة حيث يحذر بمثل شعبي بقوله "هواة المعلم بألف ولو أنها تلف-" أي أن ضربة المعلم تعادل ألف حتى ولو يخرب العمل

ويبلغ أبو وحيد الدروبي من العمر 76 عاما إلا انه لا يزال يستخدم الحبل في النزول والطلوع من البئر بخفة وسرعة تستدعي الدهشة  لشخص في عمره معتمدا على قوة يديه النحيلتين في التسلق على الحبل الذي يكون قد ربطه في أربعة من جذوع الأشجار بعد أن يكون ضمها معا بربطتها بحبال وأسلاك وثبت حجارة ثقيلة عليها ليضمن ثباتها وتحملها لإنزال نفسه والعامل المساعد ومواد القصارة من اسمنت ورمل وماء إلى  قاع البئر ويقول

وحول إذا ما كان ناتج العمل يكفيه أو ينفق على أسرته أجاب الدروبي مبتسما ....انه أنجب 5 أولا و3 بنات وأنهم اعتاشوا من هذه المهنة طوال الفترة الماضية معتبرا أنها صنعة ومهنة وعلى رأيه –اللي يتعلم يصنع يملك قلعة  .

وفيما أن وجد آثارا أو ما يدل على حياة قال انه لم يجد شيئا من ذلك لكنه كثيرا ما وجد أفاعي داخل الآبار خاصة في الصيف حيث كانت الأفعى تحاول الاختباء إما تحت دلو العمل أو بين ملابسه التي علقها على جانب البئر

أما عن مدى صلابة الصخور واختلاف الصخور من منطقة إلى أخرى فقد قال الدروبي أن الأرض لا تقر(تعترف )بما فيها بل تخبئ ما فيها ويضيف انه كثيرا ما يتم استشارته حول انسب مكان لحفر بئر فاضطر أن اذهب لمسافة لاقترح عليهم مكان الحفر والحمد لله دائما لا يخيب ظني بالمكان المناسب وتراني كمن ينقب عن بترول استخدم حدسي لمعرفة المكان الأنسب والأسهل للحفر  وهذا كله من طول الخبرة .

 

 


27 ديسمبر 2012

هل نحن في زمن ابو قاسم ؟؟

                                                                                   بقلم  عدنان حطاب



 -عندما انظر واجد ان جهلاء الناس يتصدون للقضايا العامة ويتحدثون في السياسة وما يجب ان يكون وما لا يجب ان نفعل او لا نفعل وينظرون وهم لا يرون ابعد من انوفهم ويحالون بل ينجحون غالبا في التعرض لاشعة الكاميرات ومحطات التلفزة هنا -استذكر المثل الشعبي الذي يقول من قلة الرجال قالوا للديك ابو قاسم -هذا هو المثل وهذه قصته ........
يحكى ان امرأة تزوجت رجلا من اصحاب الغنى و الوجاه...ة و عاشت معه سنوات قليلة بعزة و كرامة ، ثم انقلب دولاب الزمان و انسدت ابواب الرزق في وجه زوجها ، و ما لبث ان مات . و انقطع الناس عنها حتى اخوتها ، ففطنت للمثل القائل : "يا كترة صحابي لما كان كرمي دبس ، و يا قلة صحابي لمل كرمي يبس " . و انطوت على نفسها و عضت على جرحها و سكتت .

ثم حدثت في البلاد فتن و قلاقل ، و اختل حبل الأمن ، و كثر عدد طارقي الأبواب ، للاستلاب او الإغتصاب ، فتزايد قلق المرأة على كرامتها ، و على ما تبقى من اسباب معيشتها . فلجأت الى حيلة ترد عنها كيد المصطادين في المياه العكرة ، . كان عند المراة ديك في مزرب داخل البيت يصيح في الليالي و يؤنسها في وحشتها فسمته " ابو قاسم "
فصارت المراة اذا سمعت ليلا وقع اقدام قريبة من منزلها ، اوجست خيفة من ابناء السوء ، و راحت تحدث الديك بو قاسم باسمه بصوت مرتفع حتى يظن قاصد السوء ان في البيت رجلا اسمه ابو قاسم ، و يقول لنفسه لعل ابو قاسم هذا من صناديد الرجال ، و لايؤمن جانبه في النزال .

و حدث ان احدى جارات المرأة جاءت ليلاً تستعير منها احدى الحاجات فسمعت المراة في الداخل وقع اقدام جاتها في الخارج ، و بدأت تنادي ابو قاسم : " يا ابو قاسم طبخت لك مهلبية ، اتريد يا ابو قاسم ان تتعشى الآن ؟ البندقية ف الخزانة ، اذا فتحت الخزانة يا ابو قاسم انتبه للبندقية " ...

فالتقطت الجارة و هي في الخاج اسم ابو قاسم ، و رجعت و اخبرت اختها و الأخت اخبرت امها ، و الأ اخبرت جارتها ، و ما لبث الخبر ان انتشر و بلغ مسامع اخوة المرأة ، فقالوا " هذا عار كل العار ! لنغسله بدم ابو قاسم ! "
و صبروا حتى ارخى الليل سدوله ، و جاؤوا بكامل اسلحتهم ، و قبل ان يطرقوا باب اختهم ، سمعت وقع اقدامهم ، فقالت "لعل هؤلاء من ابناء السوء " . و راحت تنادي ابو قاسم باسمه مرارا و تكرارا ، حتى تيقن اخوتها من وجوده عندها ، و اقتحموا و دخلوا و صرخوا باختهم : " اخرجي لنا ابو قاسم حتى نذبحه " .
قالت المرأة : "مهلا ساعطيكم ابو قاسم حتى تذبحوه ، و لكن انتم اشقائي _و الشقيق لوقت الضيق _ تعلمون ان زوجي مات من 7 سنوات ، و قد ساءت ظروفي و لازالت ، بينما كثر عدد المتلصلصين في الليالي فلم يتحرك وجدانكم و لم تتقلب أفكاركم و لم دب النخوة في رؤوسكم الا عندما بلغتكم اخبار ابو قاسم "
و نهضت المرأو فتحت باب المزراب و اطلقت الديك ابو قاسم في وجود اخوتها و قالت : " هذا ابو قاسم ، ان كنتم رجالا فاذبحوه ! " . فذهل القوم و عندما هدأ روعهم سألوها " لماذا سميتِ الديك ابو قاسم ؟ "

قالت : " من قلة الرجــــــــــــال ................"

و من ذلك الزمان صرنا نقول : " من قلة الرجال سموا الديك بو قاسم "

23 يوليو 2012

في ذكرى ثورة 23 يوليو.. هل نشهد تجاوزا عن الماضي العدائي بين الاخوان والناصرية؟!


بقلم: عدنان حطاب

في الذكرى العطرة لثورة 23 يوليو- ثورة الضباط الاحرار في مصر ضد النظام فاروق التابع للاستعمار – تمر الذكرى هذا العالم وقد اسفرت ثورة كبرى وحقيقية قادها الشعب المصري في يناير من العام الماضي الى وصول محمد مرسي الاخواني الخلفية الى سدة الحكم.
ومن المعروف ان جمال عبد الناصر حاول التقرب من تنظيم الاخوان لكنه اصطدم معهم وادى الامر الى سجن وتنكيل بالجماعة ويعتبر اعدام سيد قطب المفكر الاسلامي الاخواني ذروة العداء بين الناصرية والأخوان.
والآن وبعد وصول الرئيس مرسي قلنا الاخواني الخلفية والإسلامي الفكر فهل يلجأ الرئيس الجديد الى اجراء مصالحة تاريخية بين الاخوان المسلمين والتيار الناصري عبر اعلانه عن احترامه للاتجاهات الوطنية للناصرية ودور الرئيس جمال عبد الناصر في مواجهة الاستعمار والصهيونية ودوره في بناء مجتمع زراعي وصناعي حديث في مصر؟

وهل يستطيع مرسي والأخوان المسلمين تخطي حادثة اعدام سيد قطب والتي جاءت بعد محاولة لاغتيال جمال عبد الناصر من قبل شخص قيل انه مطرود من جماعة الاخوان – وانه جرى تجنيده للتنكيل بالإخوان والقضاء عليهم.

كذلك هل يتوقف التيار العربي الناصري عن نظرته العدائية للإخوان المسلمين ويرى فيهم بذرة امل في مجابهة الاستعمار الجديد والاحتلال للأرض العربية؟

بأعتقادي لو ان عبد الناصر كان حيا اليوم فهو لن يقف معاديا لأي جهة تعمل على توحيد الصفوف وتعتبر الحكم اداة لخدمة الشعب بنزاهة وترفض الهيمنة الغربية على مقدرات الامة. كما لو ان سيد قطب كان حيا فلن اتصوره ابدا يقف ضد عبد الناصر في حشده للجماهير العربية وبث روح القوة والعظمة فيها لمجابهة الاحتلال والاستعمار والهيمنة الغربية واراهن انه كان سيؤيد كل خطوات الناصرية وسيرفض اتجاه السادات ومبارك لبيع القضية القومية والإسلامية الاولى –فلسطين مقابل ثمن بخس من المساعدات الغربية المشروطة او السيادة الناقصة على سيناء.

ان كلا الطرفين الناصري والاخواني هما بحاجة لان يعلنا ان العدو واحد والهدف واحد وان حادثة اعدام قطب كانت حدثا خاطئا وعابرا لكنه لا يستوجب استمطار اللعنات ضد الناصرية وعبد الناصر والنظر الى الرجل وفترة حكمه من زاوية العداء والكراهية التي تغذيه ذكرى اليمة في نفوسهم وهي محاكمة وإعدام قطب بدلا من النظر الى مواقف عبد الناصر الاخرى في تأميم القناة والدفاع عن مصر امام العدوان الثلاثي والوقوف في وجه اسرائيل وبناء السد العالي ودعمه لثورة الجزائر وفلسطين –انها ايجابيات تصب في صالح الناصرية وعبد الناصر ويكفي ان اسرته لم تحز على المليارات بعد وفاته حيث ظهر للجميع انه لم يجعل من الحكم اداة للسيطرة على المال العام لذاته او لاسرته.

ان الامل ان ينظر لخلافات الماضي على انها – فتنة- ابعد الله قيادات اليوم من الطرفين عن غمس يدهم فيها فالاحرى ان لا يغمسوا السنتهم فيها.
ان اتحاد الاسلام الاخواني المعتدل نوعا ما والقومية العربية التي نادت بها الناصرية واتفاق الطرفين اليوم على نقاط اللقاء والتعاون اكثر من التشبث بالماضي العدائي ليمكن ان يسهم في بناء قوة عربية اسلامية رائدة في مصر والعالم العربي تكون ندا للاحتلال وأعداء الامة وتؤثر في العالم والمنطقة وتعيد لمصر دورها الريادي في العالم العربي.

لكن قبل هذا وذاك على الطرفين يقع عبء التخلص من حكم العسكر وقضاة المحاكم التابعة للنظام البائد في مصر كما ان عليهم اعادة بناء صناعة مصر وزراعتها وقبل أي شيء انسان مصر المنتمي لأرضه وأمته.
وفي كلمته للشعب المصري أكد الرئيس محمد مرسي أن ثورة 23 يوليو عام 1952 كانت لحظة فارقة في تاريخ مصر المعاصر وأسست للجمهورية الاولى التي دعمها الشعب والتف حول قادتها وحول أهدافها الستة.

وقال إن هذه الأهداف لخصت رغبة الشعب المصري في تأسيس حياة ديمقراطية سليمة. وأوضح الرئيس مرسي في أن هذه الثورة نجحت في تحقيق بعض أهدافها وتعثرت في اخرى وبخاصة الديمقراطية والحرية.

وشدد مرسي على أنه بسب هذا الفشل كان لابد للشعب المصري أن يصحح المسار فثار ثورته الثانية في 25 يناير عام 2011 ليعيد الأمور الى نصابها.

ان خطاب مرسي واعتبار ثورة 25 يناير تصحيحا لمسار ثورة يوليو يعد مؤشرا على عقلانية الرؤيا وإمكانية تحقيق مصالحة تاريخية بين تيارين قومي وإسلامي طالما واجها نفس التحديات والمؤامرات من الاحتلال والغرب وأتباعهما في المنطقة وان اعداء الامة يراهنون على ابقاء نار العداء مشتعلة بين الطرفين لكن تصريحات رئيس مصر المنتخب تصب في ما تراه الامة املا في التوحيد والتكاتف ونبذ للفرقة والانقسام.



* صحافي فلسطيني يقيم في مدينة طولكرم.