23 يوليو 2012

في ذكرى ثورة 23 يوليو.. هل نشهد تجاوزا عن الماضي العدائي بين الاخوان والناصرية؟!


بقلم: عدنان حطاب

في الذكرى العطرة لثورة 23 يوليو- ثورة الضباط الاحرار في مصر ضد النظام فاروق التابع للاستعمار – تمر الذكرى هذا العالم وقد اسفرت ثورة كبرى وحقيقية قادها الشعب المصري في يناير من العام الماضي الى وصول محمد مرسي الاخواني الخلفية الى سدة الحكم.
ومن المعروف ان جمال عبد الناصر حاول التقرب من تنظيم الاخوان لكنه اصطدم معهم وادى الامر الى سجن وتنكيل بالجماعة ويعتبر اعدام سيد قطب المفكر الاسلامي الاخواني ذروة العداء بين الناصرية والأخوان.
والآن وبعد وصول الرئيس مرسي قلنا الاخواني الخلفية والإسلامي الفكر فهل يلجأ الرئيس الجديد الى اجراء مصالحة تاريخية بين الاخوان المسلمين والتيار الناصري عبر اعلانه عن احترامه للاتجاهات الوطنية للناصرية ودور الرئيس جمال عبد الناصر في مواجهة الاستعمار والصهيونية ودوره في بناء مجتمع زراعي وصناعي حديث في مصر؟

وهل يستطيع مرسي والأخوان المسلمين تخطي حادثة اعدام سيد قطب والتي جاءت بعد محاولة لاغتيال جمال عبد الناصر من قبل شخص قيل انه مطرود من جماعة الاخوان – وانه جرى تجنيده للتنكيل بالإخوان والقضاء عليهم.

كذلك هل يتوقف التيار العربي الناصري عن نظرته العدائية للإخوان المسلمين ويرى فيهم بذرة امل في مجابهة الاستعمار الجديد والاحتلال للأرض العربية؟

بأعتقادي لو ان عبد الناصر كان حيا اليوم فهو لن يقف معاديا لأي جهة تعمل على توحيد الصفوف وتعتبر الحكم اداة لخدمة الشعب بنزاهة وترفض الهيمنة الغربية على مقدرات الامة. كما لو ان سيد قطب كان حيا فلن اتصوره ابدا يقف ضد عبد الناصر في حشده للجماهير العربية وبث روح القوة والعظمة فيها لمجابهة الاحتلال والاستعمار والهيمنة الغربية واراهن انه كان سيؤيد كل خطوات الناصرية وسيرفض اتجاه السادات ومبارك لبيع القضية القومية والإسلامية الاولى –فلسطين مقابل ثمن بخس من المساعدات الغربية المشروطة او السيادة الناقصة على سيناء.

ان كلا الطرفين الناصري والاخواني هما بحاجة لان يعلنا ان العدو واحد والهدف واحد وان حادثة اعدام قطب كانت حدثا خاطئا وعابرا لكنه لا يستوجب استمطار اللعنات ضد الناصرية وعبد الناصر والنظر الى الرجل وفترة حكمه من زاوية العداء والكراهية التي تغذيه ذكرى اليمة في نفوسهم وهي محاكمة وإعدام قطب بدلا من النظر الى مواقف عبد الناصر الاخرى في تأميم القناة والدفاع عن مصر امام العدوان الثلاثي والوقوف في وجه اسرائيل وبناء السد العالي ودعمه لثورة الجزائر وفلسطين –انها ايجابيات تصب في صالح الناصرية وعبد الناصر ويكفي ان اسرته لم تحز على المليارات بعد وفاته حيث ظهر للجميع انه لم يجعل من الحكم اداة للسيطرة على المال العام لذاته او لاسرته.

ان الامل ان ينظر لخلافات الماضي على انها – فتنة- ابعد الله قيادات اليوم من الطرفين عن غمس يدهم فيها فالاحرى ان لا يغمسوا السنتهم فيها.
ان اتحاد الاسلام الاخواني المعتدل نوعا ما والقومية العربية التي نادت بها الناصرية واتفاق الطرفين اليوم على نقاط اللقاء والتعاون اكثر من التشبث بالماضي العدائي ليمكن ان يسهم في بناء قوة عربية اسلامية رائدة في مصر والعالم العربي تكون ندا للاحتلال وأعداء الامة وتؤثر في العالم والمنطقة وتعيد لمصر دورها الريادي في العالم العربي.

لكن قبل هذا وذاك على الطرفين يقع عبء التخلص من حكم العسكر وقضاة المحاكم التابعة للنظام البائد في مصر كما ان عليهم اعادة بناء صناعة مصر وزراعتها وقبل أي شيء انسان مصر المنتمي لأرضه وأمته.
وفي كلمته للشعب المصري أكد الرئيس محمد مرسي أن ثورة 23 يوليو عام 1952 كانت لحظة فارقة في تاريخ مصر المعاصر وأسست للجمهورية الاولى التي دعمها الشعب والتف حول قادتها وحول أهدافها الستة.

وقال إن هذه الأهداف لخصت رغبة الشعب المصري في تأسيس حياة ديمقراطية سليمة. وأوضح الرئيس مرسي في أن هذه الثورة نجحت في تحقيق بعض أهدافها وتعثرت في اخرى وبخاصة الديمقراطية والحرية.

وشدد مرسي على أنه بسب هذا الفشل كان لابد للشعب المصري أن يصحح المسار فثار ثورته الثانية في 25 يناير عام 2011 ليعيد الأمور الى نصابها.

ان خطاب مرسي واعتبار ثورة 25 يناير تصحيحا لمسار ثورة يوليو يعد مؤشرا على عقلانية الرؤيا وإمكانية تحقيق مصالحة تاريخية بين تيارين قومي وإسلامي طالما واجها نفس التحديات والمؤامرات من الاحتلال والغرب وأتباعهما في المنطقة وان اعداء الامة يراهنون على ابقاء نار العداء مشتعلة بين الطرفين لكن تصريحات رئيس مصر المنتخب تصب في ما تراه الامة املا في التوحيد والتكاتف ونبذ للفرقة والانقسام.



* صحافي فلسطيني يقيم في مدينة طولكرم. 




ليست هناك تعليقات: